سؤال هل يجوز التبني في الاسلام والفرق بين الكفالة والتبني من الأشياء التي يهتم بها فئة كبيرة من الأشخاص خاصةً وإنها مسألة حساسة تتعلق بالأنساب والأرث، ومن خلال موقع بوابة الخليج يمكن معرفة حكم التبني بالإسلام والفرق بينه وبين الكفالة.
هل يجوز التبني في الاسلام
لا يجوز التبني في الإسلام وهذا لقول الله تعالى في سورة الأحزاب ( وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ ذَلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ ) (سورة الأحزاب آية 4 ، 5) فإذا ربى المتبني الإبن ونسبه لأبيه فلا لوم عليه في ذلك فيمكن أن يحسن إليه وينفق عليه إذا كان لا أب له أو كان مجهول الهوية لكن لا يجوز أن ينسب الأبن بالتبني لمتبنيه كما أن فكرة نسبه لنفسه توحي للجميع بأنه أبن أصلي فربما يورث منه.
والمقصود من هذا أن التربية للطفل المتبنى جائزة بشكل عام لأنها أحد أنواع الإحسان إلا أن الحرمانية في النسب وكتابة الطفل باسم الشخص القائم بفعل التبني، فإن كان طفل مجهول الهوية يمكن تسميته باسم عبد من عباد الله فيقال فلان ابن عبد الله أو ابن عبد الرحمن وما شابه ذلك.
متى يكون التبني حلال
يكون التبني من الأشياء المباحة في الإسلام إذا اشتمل على الإحسان إلى الطفل المتبنى فقط بالإنفاق والتربية الصالحة مع عدم الإخلال بالمبدأ الشرعي وهو عدم جواز نسب الأبن لغير أبيه، كما أنه لا يجوز تسليم الطفل إلا لشخص يعرف بالتقوى والأمانة وحسن السلوك والذي تتحقق مصلحة الطفل بوجوده وأن يكون هذا الشخص من أهل البلد فلا يستحب أن يأخذ الطفل ويسافر به إلى بلد أخرى ربما تكون سبب لانحرافه وفساد دينه مستقبلاً.
شاهد أيضًا: حكم شراء الاضحية بالكيلو أو بالميزان بعد الذبح
هل يجوز تبني ابن الأخ
التبني حرام شرعًا ولا يجوز كتابة ابن الأخ باسم العم في المستندات الرسمية فانتساب الإنسان إلى غير أهله كبيرة من الكبائر، ومن يثبت أنه أبن بالتبني لا يرث لعدم وجود سبب شرعي للميراث، فإبن الأخ لا يرث من العم ووفقًا لرواية البخاري ومسلم عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( أَلْحِقُوا الْفَرَائِضَ بِأَهْلِهَا ، فَمَا بَقِيَ فَهُوَ لِأَوْلَى رَجُلٍ ذَكَرٍ ).
ورغم ذلك يجوز للعم أن يوصي لابن أخيه اليتيم بثلث أمواله أو أقل فالوصية يجب أن تكون في حدود الثلث من الترة ليس أكثر وهذا وفقًا لقول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لسعد بن أبي وقاص رضي الله عنه لما أراد أن يوصي بماله كله : (الثُّلُثُ وَالثُّلُثُ كَثِيرٌ) رواه البخاري (2742) ، ومسلم (1628).
حكم التبني بالرضاعة
التبني حرام شرعًا وهذا أمر مفروغ منه إلا أن الكفالة على الرغم من أنها مستحبة وتعتبر نوع من أنواع الإحسان إلا أن وجود الأبن المكفول مع زوجة الكفيل أو بناته قد يشكل حرمانية عند بلوغه سن الرشد لأنه يكوون ظهر على عورات النساءويشكل هذا حرجًا للمرأة.
وفي حكم التبني بالرضاعة يجب التفرقة بين أمرين هما عمر الطفل وعدد مرات الرضاعة، فعن العمر يجب أن يكون في العامين الأولين من حياة الطفل المكفول وعن عدد الرضعات فيجب أن تكون خمس رضعات مشبعات متفرقات، فإذا وعن الرضاعة للطفل بعد العامين الأولين من العمر أو كانت أقل من خمس رضعات فإنها لا تؤثر في التحريم.
الفرق بين التبني والكفالة
التبني يقصد به نسب الطفل لغير الأب مما يحدث اختلاق لنسب ليس له وجود لكن الكفالة تعني أن يكون الطفل في نسب أبيه مع التكفل برعايته وحُسن تربيته ورعايته والإنفاق عليه ولا يحق له الميراث وحرمة الزواج ممن تحل له وغيرها من الأحكام الشرعية.
ووفقًا لذلك إذا قام شخص بكفالة طفل بدون تغيير نسبه ورباه ورعاه وأنفق عليه، عند بلوغ هذا الطفل عمر البلوغ يجب التفرقة بينه وبين الأبناء الأصليين في المضاجع وإن كان الطفل المكفول ذكر يلزم احتجاب الزوجة والأبنة الحقيقية، إلا إذا رضع الأبن المكفول من زوجة الكفيل فإنه يأخذ حكم الرضاعة في الحرمة وهذا بخلاف التبني والذي يعامل به الأبن بالتبني معاملة الأبن الحقيقي وهذا غير جائز.