هل يجوز الحج بدون محرم مع مجموعة نساء في رفقة آمنة، فقد جاء الحج إلى المكة المكرمة من كل عام ممثلًا الركن الخامس من أركان الإسلام، وهو أمر واجب على كل مُسلم عاقل بالغ راشد استطاع إليه سبيلًا، وفي ذلك يُجيب موقع بوابة الخليج بشأن جواز حِج المرأة بدون محرم في الإسلام.
هل يجوز الحج بدون محرم مع مجموعة نساء
اختلف علماء الإسلام في المذاهب الفقهيّة الأربعة بشأن اشتراط وجود محرم للمرأة التي ترغب في أداء مناسك الحج، فمنهم من أجاز ذهاب المرأة المُسلمة لأداء الحِج بمفردها -بدون محرم- إن كانت مع رفقة آمنة من النساء تطمئن فيها على نفسها ومن بينهم الإمام بن تيميّة، ومنهم من حَرم الأمر وجعل حِجها غير صحيحًا واستوجب وجود المِحرم كشرط لصحة الحج، وذلك استنادًا لحديث النبيّ محمد – صلى الله عليه وسلم – :”لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر مسيرة يوم وليلة إلا مع ذي محرم”، وذلك رأي الإمام ابن باز.(1)
أقوال العلماء في حج المرأة بدون محرم
جاءت أقوال العلماء بشأن حج المرأة المُسلمة بدون محرم على النحو الآتي:(2)
القول الأول: حج المرأة بدون محرم في مذهب الحنفية والحنابلة
- اشترط أصحاب هذا الرأي وجود المِحرم أو الزوج لتتمكن المرأة من أداء الحِج، وهو قول الحنابلة والحنفيّة، وقد استدلوا في قولهم هذا إلى حديث النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ : “لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر مسيرة يوم وليلة إلا مع ذي محرم”، كما استندوا إلى ما جاء عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أن النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: “لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم، ولا تسافر امرأة إلا مع ذي محرم” فقام رجل فقال: يا رسول الله، إن امرأتي خرجت حاجة، وإني اكتتبت في غزوة كذا وكذا، فقال: “انطلق فحج مع امرأتك”، وذلك حرصًا على سلامة المرأة المُسلمة، والتي ربما لا تقدر على أداء المناسك والركوب والنزول بمفردها، وتحتاج إلى من يساعدها في ذلك، ولا يُمكن لأحد مساعدتها سوى الزوج أو أحد محارمها.
القول الثاني: حج المرأة بدون محرم في مذهب الشافعيّة
- قال أصحاب المذهب الشافعيّ أنه لا يُشترط لوجوب حج المرأة وجود المحرم أو الزوج، بل يُكتفى بأن تتواجد بصحبة مجموعة من النساء ذوات الثقة والأمان، ذلك حتى في حالة وجود الزوج أو المحرم القادر على السفر معها، وذلك لأن الرفقة الآمنة من النساء الثقات تقطع الطمع فيهن وتجعلهن آمنات سويًا، وأن السفر للحج سفر واجب لا يُشترط وجود محرم له إذا آمنت المرأة على نفسها من أيدي الكفار.
القول الثالث: حج المرأة بدون محرم في المذهب المالكي
- ذهب المالكيّة إلى وجوب وجود المحرم أو الزوج عند سفر المرأة المُسلمة لأداء مناسك الحج، ولكن إن لم يوجد للمرأة زوجًا أو محرم ، أو تواجدا ولكنهما عاجزيّن عن مرافقتها في سفرها، فيجوز لها السفر برفقة مأمونة، وتكون الرفقة المأمونة من الجنسين معًا أي من الرجال والنساء سويًا على أن تكون المرأة آمنة على نفسها.
القول الرابع : حج المرأة بدون محرم لابن تيمية
- جاء رأي الإمام ابن تيمية أنه يجوز للمرأة السفر لأداء فريضة الحج بدون محرم – إن عُدِم “أي لم يتوافر لديها محرم” – إذا كانت آمنة على نفسها في سفرها من الفتنة.(3)
وهُنا فإن الخلاف الواضح في الآراء السابقة جاء بشأن حج الفريضة وليس حج النافلة، لذا فإن الرأي السائد هو جواز سفر المرأة للحج مع رفقة مأمونة من الفتنة، والأمن من الفتنة أمر نسبيّ يُحدده الزمان والمكان، ووسيلة السفر، والرفقة المُصاحبة لها، وحالة المرأة الصحيّة، لذا يظل شأن حِج المرأة بدون محرم أمر يختلف فيه الفقهاء باختلاف الزمان والمكان والحال.